اللامبالاة المفروضة

 فى الليل جلست أبكى … لماذا سكت الثور الاسود يوم قتل الثور االابيض … بح صوتنا جميعا ولم يسمع احد .. هم الذين ساعدوهم على ذلك .. هذا ما جنت يداك .. لا ذنب لهؤلاء .. لكل هؤلاء .. لا ذنب لارواحنا نحن ان تهترئ هكذا .. كنا نحلم وكانوا يطمعون ..  

تردد الغودزيلا الصاخبة يخترق طبلة اذنى .. اذا هناك مظاهرة تقترب .. لا شك فى ذلك فقهوتنا الصغيرة  قدا امتلأت بالاعين الزائغة والوجوه الغريييبة … انا امتلك الان كوبا من الشاى وعامل القهوة يحضر الان فحم نرجيلة .. لم اجد طعم التفاح الذى اريده فاخترت الاناناس .. اخرجت اخر سيجارة كليوباترا من جيبى .. يبدو انها انتهك عرضها خمسين مرة قبل ذلك … بدأت الاعلام الصفراء تظهر فى الشارع الضيق … رشفة من الشاى .. مر كانه العلقم، العبقرى قرر ان يخترع فىّ … حركة غريبة فى المكان بعض من الجالسين بدأ يتحرك حركة ديناميكية لو ان طفلا فى العاشرة كان جالسا لجزم انهم أفراد امن جراء حركتهم تلك
النرجيلة ثالث اعظم اختراع فى هذا العالم .. النفس ييصعد ليغزو جذع المخ ثم يختلط بالسائل االزلالى ليخلق احساسا بالملكية المطلقة ..
هذه الارض لى وسائلى المنوى لى
فجأة رأيت محمود درويش ينظر لى من فوق نظارته نظرة لم افهمم معناها ويبتسم
لا بد إذن ان االكائن الطفيلى عامل القهوة وضع بالخطأ شيئا ما فى النرجيلة او فى الشاى …
المخيف ان القهوة قد انقللبت فجأة مديرية امن .. فقط انا وعامل القهوة لسنا افراد امن .. لولا ان عامل القهوة مسطول دائمما لقلت انه مخبر .. ربما هو مخبر فعلا فالمخبر اصلا تعريفه مسطول
افقت من حديث  نفسى على طفلة تنظر فى عيناى نظرة اعرفها … نظرة ملاك لشيطان .. بالنسبة لها انا ابليس نفسه .. الان عقلها  مشغول فى اجراء مقارنة بين احادى الاميبا الجالسس فى هذاا المكان الموبوء – انا – ووالدها مثلا او احد رواد العالم العلوى من البشر
ضحكت لما وصل عقلى لتلك النقطة .. فضحكت هى الاخرى .. ذللك النوع من الضحكات االذى يذيب صخر قلبك كانه حمض كبريتيك مركز .. ذلك كان اجمل شئ حدث لى منذ ايام … التقمت فم النرجيلة فعبست .. فابعدتها عن فمى بحركة سريعة .. كانها مؤدبتى
كل هذه اللحظات مرت كانها ساعات  … اللحظات التى مرت بعدها ظللت افكر كيف انها تحكمت في لهذه الدرجة … كيف محت ذلك الجاحد بداخلى … يح .. السيجاررة لسعتنى .. كعاهرة لعينة لم يكفها انى نظرت لها رغم منظرها .. لو رأتها وزيرة البيئة لحملتنى مخالفة بيئية مبلغ ووقدره … ووزيرة .. لماذا ذكرتها مؤنثة بكل تأكيد انا لا اعلم اهى وزيرة ام وزير  .. حسنى مبارك كان يكلف بهذه الوزارة احدى زميلات زوجته فى كوافير طنط درية  ولكن مبارك غادر القصر منذ اربع سنوات .. وما الفارق تغير الكوافير من طنط  درية لطنط شكرية ..
المظاهرة عددها عشرات .. ربما يصلوا الى ممائة الف .. لكن ايا كان هم عشرات
نفس اخر من النرجيلة اصابنى بازمة صدرية … كانى  اخذ نفسا من جيبها
المظاهرة ملأت الشارع … انا لا ارى الا بشرا كثيرا وانا منزعج لهذا كنت اتلمس هنا مكانا منعزلا .. فجأة كان الارض انبتت بشرا هذا سبب اضافى للكآبة الحادة غير السجارة اللعينة والنرجيلة التى انطفأت وجو افلام هوليوود الدائر فى المقهى حاليا
لكن نظرة الفتاة الصغيرة التى مرت منذ قليل كانها البيلسان
فجأة ظهر من الخلف  مجموعة من مريدى العالم السفلى معهم اسلحة بيضاء واسلحة نارية يدوية الصنع .. ثم فجأة دوى من المقدمة .. لحظتها كان عامل القهوة يوقد لى الفحم ..واختفى كل الوجوه الغريبة التى كانتت هنا ولم يبقى فى القهوة الا انا واضعا قدما على قدم فى يد نرجيلتى وفى اليد الاخرى ما تبقى من عقب السيجارة كنت قد اشفقت ان ارميه استخسارا .. وامامى كوب الشاى الذى برد
ابدو كحشاش من الطراز الاول يرتدى شبشبا منزليا وبنطلونا غامق اللون معفر من دخان النرجيلة وقميصا زاهيا كما يتوج عيناى هالة من السواد نتيجة سهر يومين
والقهوة خالية الا منى والعامل الذى نسيت اسمه رغم انى ناديته خمسين مرة والنرجيلة الللذيذة
اضطراب ملحوظ فى صفوف الناس امامى … تزيد حدته بسرعة الضوء .. ييبدوا انهم محاصرين يتحركون كسمك صغير تحاصره البيروانا من جهة وتفتح له القرش فمها من جهة اخرى … من الخلف شبيحة العالم السفلى ومن الامام قوات الامن
نفس عميييق … اغوص فى عقلى .. لا ادرى اين غصت .. لكن ما اعرفه ان رائحة نفاذة بدأت تتسلل الى انفى … اعرفها .. ان احدهم ينززف دما بغزارة … انها رائحة رحيل ااحدهم عن هذا  العالم ,,,
اغبياء …
شاب امامى به جرح غائر بالرقبة … لابد ان يوقف النزيف بعملية جراحية عاجلة .. بلمعدل النزيف هذا لم يتبق امامه غير دقيقتين … هذه الفتاة التى تظن انها تحاول ان تسعفه تقتله .. انها تضغط على المجرى التنفسى .. غبية
نفس عمييق اكثر يرخى كل اطراف جسدى .. الاحظ نظرات التعجب التى فى عيونهم .. ما هذا .. كرة ثلج .. انا لا ابالى
الان امتلأت القهوة بالمصابين .. انا لا زلت احتتفظ برأس بارد .. فجأة سرت قشعريرة باردة فى جسدى من مفرق الرأس الى اسفل القدم .. الفتاة الضاحكة يحملونها .. جرح بعمق اثنين سنتيمتر فى ذراعها الايسر .. نبضها منخفض .. جرح غائر فى رأسها .. فجأة جراح الاوعية الدموية الذى بداخلى انطلق

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>