في عربة المترو

image

افضل تسمية لعربة المترو في رأيي هي الحاوية.
هنا لو دققت في الأوجه ترى كل شئ، تري الحب في أعين العشاق، والآلام في أعين ا لمرضي، والعمي ينطق من أعين التائهين.
ترى عبء المسؤولية مرسوما علي أوجه أرباب الأسر….
في العادة يكذب الناس، يكذب ليدارى حقيقة، يكذب ليتجمل، يكذب ليتغاضي عن نقيصة فيه، حتي أنهم يقولون أن حجم القشرة المخية يتناسب طرديا مع قدرة الكائن الحي علي الخداع، ولأن الإنسان يملك قشرة مخية بطراز جامب، فهو كاذب دائما ….
المميز في مترو الصباح دونا عن غيره أنه لا ينقل المخادعين.
كلهم يتركون كل ذلك علي الباب الإلكتروني لعربة المترو ويدخلون بأوجههم الحقيقية … اللهم إلا كانوا ولدا وبنتا فهنا نستثني من القاعدة.
في محطات المترو في مثل هذا الوقت يترصص الكابلز الهاربين من المدرسة، ليتلقوا لعنات راكبي المترو الصامتة في الغالب فأحدهم لا ينتظر ردا سخيفا ممن هو في عمر ابنه.
الغريب في هذا المترو هو اختلاف الزمن بين من في داخله ومن خارجه …. عادة ما تلمح في عيون من في داخله نظرات الحكمة وحين يخرجون تعود اليهم نظرات الصبا من جديد.

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>