اسطورة المرأة

الشمس تلقى ما تبقى بها من أشعة .. عابثةً على نهر لا زال على ما يبدو هادئا  … ازدحمت السماء بالطيور الرائحة …

الطيور العائدة الى بيوتها ، تتداخل اصواتها لتصير سيمفونية تعزفها اوركسترا من طيور النورس ، يلحنها غدير الماء  … الكون فى مثل هكذا وقت يلملم انفاسه قبل ان يتدثر بغطاء الليل ..

الهواء الان صامت يهابها .. يراقب انفاسها ..  ينبسط مع كل شهقة وينكمش مع كل زفرة ..لا يريد أن يغضبها …. هو يعلم ذلك النوع من البشر .. يميز رائحته .. يدرك أن مثل هذه ليست كأقرانها من ذوى الدماء الحارة …

هى واقفة تعيد خصلات شعر تدلت إلى جانب أذنها … تطلق سراح عينيها المثقوبتين كنجمتين فى السماء … عيون ضيقة تلمع شراسة لا تتانسب وأشرس مقاتلى مملكة وو …

كان عقلها يصيغ اللمسات الاخيرة على فكرة  صارت خطة وقف أمامها الشيطان عاجزا  …

مثل ذلك النوع من الكائنات، الحاملة لجين إكس المنتمى لمملكة الجان شعبة الأبالسة، لا يجد أى غضاضة فى أن يحرق العالم كله بعقب سيجارة محليّة طالما أن العالم منعه قطعة من السكاكر ..

فى غالب الأحوال الشيطان هو الذى يوحى للإنسان بأفعال الشر، إلا أنه لا يستطيع أن ينفى أمام أى تحقيق رسمى أن منهج الشر المتقدم فى مدرسة الشياطين العليا هو دراسة تفصيلية عما فعلته موتشيه ثيان …

خادمة فى قصر الامبراطور …  رأت شابا فى جنازة أمها .. دق قلبها ثلاث دقات متلاحقة  منذرا بأنه سيحل فيه روح ..

بحثت عنه فلم تجد له أثرا واحتارت … كان النهر بغديره منشطا لخلايا  دماغها العصبية على التفكير فى أن تقتل أخاها الصغير ليلا، وفى جنازته تبحث عن وهم الغرام الذى ضاع منها، وتميزت الخطة الجهنمية هذا بالتتابعية، أى أنه لو لم يأت فى جنازة أخيها فلربما يأت فى جنازة أختها، فإن لم يأت فحتما سيكون موجودا فى جنازة امبراطور الصين.

وفارقت ثلاثة أرواح أجسادا بريئة لأجل أن  تقابل “موتشيه ثيان” حبيبها المزعوم، ولما علم ابن الفقيد امبراطور الصين  قصتها … استدعاها مستفسرا عن حوادث القتل المجنونة هذه … فعلم بأن كل ذلك كان لأجل عيون روميو الصين العظيم .. ولأنه أكثر خَرَقا وهطلا من كيم جونج أون أحب قاتلة أبيه، وأدرك أن مثل هذا النوع من الكائنات لا بد أن يبقى ولا ينقرض، فتزوجها وصارت امبراطورة الصين الأولى فى تاريخ الصين الشقيقة.
فهُبِّي إليّ
ومدي يديكِ..
خُذيني إليكِ
فقد لفظتني التواريخُ
في زمنٍ لم أُرِدْه
ودارَ عليَّ
…….
العقلية الذكورية المهيمنة فى بعض الاحوال والمتوهمة فى اكثرها لم تكن أبدا ليوقف المرأة عن أن تعاند الرياح وتخترق الأمواج  حتى فى العقل اللاواعى  الذى صاغ الأساطير…

و تغنّي وحدها
لمساء آخر هذا المساء
و أنادي وردها
تذهب الأرض هباء
حين تبكي وحدها .

ربما أن الحداثة قد كسرت من شوكتها، كما هدمت معالم كثيرة فى مدينة الرجال..  إلا أن الأرواح ليست بيد أحد، وأن

كسر المعاناة جسد، واشتياق هواء الانطلاق دليل على الحياة .. وأى أجواء استوائية مطيرة لا بد أن تواجه بالتحدى  …

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>