نَيسان نَدَى

نيسان بالسريانية يعنى عشبا أخضرا ربيعيا، وهو فى الحقيقة -كنت أعتبره- لم يتحقق فيه من اسمه الا مآسى مفردات الجمال … كانه عائلة ايطالية ممتدة عبر القرون تطوى أوراقاً فاحت منها رائحة الحب. صدقت فيروز حين صدحت ” والهوى لملم عناقيدو” وبالأحق لو كانت قالت الهوى انتحر على صفحة البحر الأسود فى مطلع نيسان لكانت صدقت.
مرق الصيف بمواعيدو … و الهوى لملم عناقيدو
و ما عرفنا خبر عنك يا قمر و لا حدا لوحلنا بإيدو
بتطل الليالي و بتروح الليالي و بعدك على بالي
فى نيسان علمت مى بانتقال جبران لعالم اخر، وطوى العالم ورقة شكسبير للأبد، وغرقت تيتانك، وتيتّمت ألوان بيكاسو. لذا لا أتفائل بنيسان على كل الأحوال .. عفواً لا أتفائل بكل نيسان الماضى إلا نيسان هذا، فهذا كان أول نيسان أقضيه مع ندى..
نيسان – هذا العام – كان له، ولأول مرة، ندىً حقيقى لتشريف ندى، وكأن كل ما سبق من نيسان وقف يغنى لنيسان الحالى :
يبقى اسمك يا حبيبى … واسمى بيتمحى
فى الحقيقة اخترت عنوان هذه التدوينة ” ندى نيسان ” ثم محوت العنوان وعدلته ليصير ” نيسان ندى” لأن الموصوف أغلى من  الوصف، وندى عندى أغلى من أى وصف..
نيسان هذا كان ندى ثم أشياء أخرى .. ولندى  شذى خاص، كأنها معزوفة لبيتهوفن منحوتةعلى مرمر معطّر، أو قصيدة لأبى الطيب مخطوطة بالمسك والعنبر، ربما فى النهاية بورتريه بيد دافنشى ..
لست  أدرى، أحدهم اختصر لى تاريخاً طويلاً من العيش بين البشر قائلا ” ليست كل الأشياء يمكن وصفها، ولم يخترع الإنسان اللغة إلا لنعبر عما يريد إيضاحه لا عما لا يستطيع إيضاحه”.
وعندما تتقافز الأفكار لمنطقة ندى، يعجز اللسان عن ترجمة المعاني البنيوية للفكرة، ثم يبحث العقل لتفسير الفكرة فيقف عاجزاً هو الآخر. وتقف الحواس عاجزة إلا عن قول كلمة بسيطة ” أحبك يا ندى ”
فى نيسان كان الجمال معرفا بالحد العام فى عيون ندى، مجبولاً بأمثلة فى ضحكتها، مدعما بشرح بسماتها.
ندى .. أحبك

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>