يسرى فودة .. صديقنا الذى فى الضفة الأخرى

جيلنا جيل خاص، نضج على أعتاب الكذب … لم يكن متاحا لأى أحد منا أن يستبين الحقيقة من بين غثاء  كثيف. الفوضى المعلوماتية التى وجدنا أنفسنا فيها لم تكن بتلك التى تسمح لك بأن تستنشق هواء نقيا، لذلك لابد أن تعيش البؤس كله بأن تعلم فى قرارة ذاتك أن، الذى ليس أمامك خيار غير أن تصدقه، هو كاذب ومخادع. إذا لا بد أن تتجرع السُمّ بمحض إرادتك.. لذلك إن وجدت أحدا ما من الناحية الأخرى يحاول أن يمسح عنك جانبا من البؤس المتراكم بداخلك، ذلك إذا صديق … صديقك هذا ربما لا يشبهك، ربما يشبهك، تغضب منه، تحبه، تكرهه، إلا أن الشئ الوحيد الذى أنت تعلمه أنه ليس ساحراً يسرى فودة … لا يتميز كثيرا عن غيره إلا استقراراً نفسيا تحسه إن ظهر فى شاشة التلفاز، لست حكَماً لأحكم بمهنيةٍ أو احترافية … وإنما فقط لأنه فقط من كنت أصدقه… كان يختار حيناً أن يرحل قليلاً حتى تصفى الأجواء، فلم يكن يحب أن يتكلم وسط الغيوم، هاهو الآن قرر أن يصمت.. اختيار يسرى فودة أن يرتحل  لمدة طويلة يمثل ببساطة مغادرة الكوفية لساحة الميدان، وبقاء الخوذة لحين آخر، كما أنه يعنى أيضا أن الجانب الآخر صار موحشاً لدرجة لا تحتمل، وأنه قد فقدنا آخر صديق ……

Submit comment

Allowed HTML tags: <a href="http://google.com">google</a> <strong>bold</strong> <em>emphasized</em> <code>code</code> <blockquote>
quote
</blockquote>